مستقبل مبابي الغامض- باريس سان جيرمان بين البيع والتجديد

تشير التقديرات القياسية الصادرة عن الهيئات والمواقع المتخصصة في تقييم أسعار لاعبي كرة القدم إلى أن الحصول على خدمات المهاجم الفرنسي اللامع، كيليان مبابي، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي تبقى موسم واحد في عقده مع نادي باريس سان جيرمان، سيتطلب استثمارًا ماليًا يتراوح بين 160 و180 مليون يورو.
وقدّر مرصد كرة القدم (CIES) القيمة السوقية لمبابي، الذي استبعده باريس سان جيرمان من جولته الآسيوية التحضيرية بسبب رفضه تمديد عقده حتى عام 2025، بمبلغ قدره 163.2 مليون يورو. ويعزى هذا التقييم إلى حقيقة أن عقد اللاعب مع فريق العاصمة الفرنسية لا يتبقى منه سوى عام واحد فقط.
بالمقابل، تشير التقديرات إلى أن هذه القيمة قد تصل إلى مبلغ باهظ قدره 261.8 مليون يورو إذا كانت مدة العقد المتبقية للاعب تزيد عن ثلاث سنوات. ويقدم كل من (ترانسفير ماركت) و(فوتبول بنشمارك)، وهما موقعان مرجعيان بارزان في عالم انتقالات اللاعبين، تقييمات مماثلة، حيث يضعان قيمة اللاعب عند حوالي 180 مليون يورو.
وينتظر نادي باريس سان جيرمان حتى 31 يوليو، وهو الموعد النهائي الذي حدده رئيس النادي، ناصر الخليفي، لكي يقرر اللاعب الفرنسي ما إذا كان سيوافق على تجديد عقده حتى عام 2025. وبعد ذلك، سيبدأ النادي في دراسة وتقييم العروض المقدمة لضم اللاعب، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الإسبانية.
وعلى أية حال، فإن إتمام أي صفقة لانتقال مبابي يتطلب موافقة اللاعب نفسه، وهو الأمر الذي رفضه علنًا في وقت سابق، مؤكدًا أنه يعتزم الالتزام ببنود عقده الحالي حتى عام 2024. وعندها، سيصبح بإمكانه الانتقال إلى أي ناد آخر بصورة مجانية.
وتواصل وسائل الإعلام الفرنسية تسليط الضوء على نادي ريال مدريد باعتباره المرشح الأوفر حظًا للظفر بتوقيع مبابي. وكان النادي الملكي قاب قوسين أو أدنى من التعاقد مع اللاعب بالفعل في عام 2021، لكن عرضه الذي بلغ حوالي 200 مليون يورو قوبل بالرفض آنذاك. ومع ذلك، تشير التقارير إلى وجود أندية سعودية وإنجليزية أخرى تتطلع أيضًا إلى ضم هذا المهاجم الموهوب، بحسب «الوكالة الإسبانية».
ويسعى باريس سان جيرمان، الذي حقق شهرة عالمية واسعة بفضل وجود مبابي في صفوفه وفاز بالعديد من الألقاب (دون أن يتمكن من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا المرموق)، إلى استعادة جزء على الأقل من المبلغ الذي دفعه لنادي موناكو في عام 2017، والذي بلغ 180 مليون يورو. هذا المبلغ يضاف إلى الراتب السنوي الضخم الذي يتقاضاه اللاعب، والذي يقدر بحوالي 70 مليون يورو، والذي تم الاتفاق عليه في صفقة تجديد العقد في عام 2022.
وفي حال لم يتم التوصل إلى حل للأزمة القائمة بين اللاعب ونادي العاصمة الفرنسية، تتكهن الصحافة الفرنسية باحتمال أن يقضي مبابي موسمًا كاملًا دون أن يشارك في المباريات، كما حدث في عام 2019 مع أدريان رابيو، الذي رفض هو الآخر تجديد عقده مع النادي. ومع ذلك، يبدو أن هذا السيناريو هو الأقل ترجيحًا، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن عام 2024 سيشهد إقامة بطولة أمم أوروبا ودورة الألعاب الأولمبية.
في غضون ذلك، وصل اللاعبون الذين استدعاهم المدرب الجديد، لويس إنريكي، إلى مدينة طوكيو اليابانية، حيث سيستهلون مباريات جولتهم الآسيوية بعد غد (الثلاثاء) بمواجهة نادي النصر السعودي، الذي يقوده النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وعلى بعد آلاف الكيلومترات من زملائه، يواصل مبابي التدرب مع المجموعة التي استبعدها النادي، أي اللاعبين الذين يرغب النادي في بيعهم والذين لا تزال عقودهم سارية المفعول.
من جانبها، حذرت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في فرنسا من أن هذا الوضع قد يُعتبر بمثابة «تحرش معنوي» ومضايقة أخلاقية مهنية من قبل نادي باريس سان جيرمان بهدف ممارسة المزيد من الضغوط على اللاعب.
ولم يبدُ على الهداف التاريخي لنادي باريس سان جيرمان أي علامات تدل على التوتر أو الانزعاج خلال تواجده أمس (السبت)، بل قام بالتوقيع على طلبات الحصول على التواقيع لبعض المشجعين الذين كانوا ينتظرونه عند بوابات مدينة بواسي الرياضية.